المصدر :مقالات انيس منصور مجلة نص الدنيا
كل إنسان يبحث عن الحب. الطفل يبحث عن الحنان والمراهق يبحث عن الزمالة والبالغ يبحث عن الزوجة والعجوز يبحث عن الممرضة. وكلها أنواع من الحب ولا يمكن الاستغناء عن الحب أبداً، ولكن الإنسان، قد يعيش طويلاً وعريضاً ولكنه لا يعرف بالضبط ما هو هذا الحب الذى يشعر به نحو فتاة. إنه يحس بحرارة تملأ نفسه وتفيض على الناس حوله، ويحس بشيء من "الأكلان" فى قلبه، فيعلن بين نفسه وبين الناس أن هذا هو الحب. وقد حدث أن ذهبت سيدة جميلة إلى طبيب نفسى معروف. وجعلت تشكو من متاعب زوجها وأنها لم تعد تتحمل هذا الزوج وأنها لابد من أن تنفصل عنه.
وسألها الطبيب: هل تحبين زوجك؟
قالت: طبعا أحبه. فسألها: ولكن أى نوع من الحب؟ ودهشت السيدة جداً ثم قالت: أى نوع؟ إننى أحبه فقط. وهل هناك أكثر من نوع من الحب؟
والجواب هو: طبعاً هناك أكثر من نوع. ومعظمهم لا يعرفون أى نوع من الحب هذا الذى يشعرون به.
فالحب هو علاقة بين شاب وفتاة قائمة على التفاهم والحنان، لتحقيق الراحة والسرور. ولكى يحرص الإنسان على هذه الراحة فإنه يتعب ويضحى من أجل نفسه ومن أجل الفتاة التى يحبها.
وقد ترى رجلاً وسيماً مشهوراً ناجحاً تتمنى فتيات كثيرات أن يكن صديقات له أو زوجات له ولكنه يحب فتاة ليست جميلة وليست متعلمة ويتزوجها وترى الاثنين فى الطريق جنباً إلى جنب، ويرتفع صدرك وتقول فى نفسك: والله هذا الشاب أعمى ليس عنده نظر ولا عنده ذوق! وهكذا الحكم ظالم، وأنت تحكم على هذه العلاقة من الخارج فقط، وإذا ذهبت إليه وسألته عن سبب زواجه من هذه الفتاة لقال لك: إنها تعطينى شيئاً لا أجده عند أى امرأة أخرى: إننى أجد الراحة والسرور معها ولهذا تزوجتها.
والإنسان يظل على علاقة بإنسان آخر، ما دامت هذه العلاقة تعطيه "شيئاً"، وتظل هذه العلاقة قوية، ما دام هذا "الشيء" نادراً، لا يجده فى أى علاقة أخرى. ولكن لكى يكون حباً ناجحاً - وأرجو أن تقرأ كلامى بعناية - يجب أن تعرف أى نوع من الحب هذا الذى يشغل قلبك أو عقلك أو جسمك أو الناس حولك. فليس هناك نوع واحد وإنما أنواع، خمسة أنواع. هناك الحب "الرومانتيكي" أو الحب الخيالى أو الحب الذى تتحدث عنه القصص والأفلام، الحب الذى فيه خيال ولمعان. وكل شيء له معنى. اليوم الصافى له معنى، والسحب لها معنى، وزقزقة العصافير هى "بشرة خير". ذلك هو الذى تحدثنا عنه القصص والروايات. حب الشاطر حسن وست الحسن والجمال - وكلنا قد مررنا بهذه المرحلة فى حياتنا. والقصص تحدثنا عن الفتاة المسكينة التى أحبت شاباً غنياً، ولكنها لا تدرى ماذا تفعل. إنها تبكى ليلاً ونهاراً. وترى فى نومها أن الله قد بعث لها بأحد الملائكة، وأن هذا الملاك قد حملها على جناحيه وطار بها إلى بلاد بعيدة، وأنها ظلت تبكى طوال الطريق، ولم تخف من الموت لأن الموت يرحمها من عذاب الحياة، ومن فراق الحبيب. واستسلمت ونامت على جناح الملاك الرحيم وهبط بها فى جزيرة، وهناك فى الجزيرة وجدت الفتى الغنى على حصان أبيض. فلم تكد تراه حتى صحت من النوم ودموعها على خديها!
والحب الرومانتيكى هو الحب من أول نظرة، ومن أول كلمة. والقصص تقول لنا: إنه لم يكد يراها ويملأ عينيه من عينيها حتى أحس بأنها سهام نفذت إلى قلبه. وأن قلبه انشق إلى ضلفتين، ومن هاتين الضلفتين ظهر بلبل صغير يقول: أحبك. أحبك. ثم دخل البلبل وأغلق نافذة القلب وراءه ونام البلبل وأخذ القلب يدق، ولكن صاحب القلب لم ينم!
إنه هكذا من أول نظرة! والحب الرومانتيكى أو الخيالى هو الذى يجسم العقبات والعقد المخيفة فى العلاقة بين شاب وشابة. فهو دائماً يحدثنا عن الفتاة الغنية التى أحبها خادمها. وهى مسلمة وهو مسيحى وكيف أن أباها قد علم بهذا الحب العنيف فطرد الخادم من البيت. ومرضت الفتاة وراحت تبعث له بالمال وبالملابس ولكنه كان يرفض. وأخيراً قررت أن تهرب معه، غير أنها الابنة الوحيدة لأبيها. ويوافق الأب على أن تتزوج ابنته هذا الخادم. إنه تحول إلى الإسلام، وفى آخر لحظة يموت الخادم. وبعد أيام تموت الفتاة ويتحطم الأب والأم.!
وفى الحب الرومانتيكى تعتقد الفتاة والفتى أنهما خلقا بعضهما لبعض. وأنها لا تصلح لأحد سواه. وأنه لا يصلح لواحدة غيرها. كل شيء فى كل منهما قد خلقه الله لينعم به الآخر. إن صوتها جميل ناعم. وقد خلقه الله لأذنه. وهو أبيض اللون طويل القامة. وهى تحب هذا النوع من الرجال. إنها فنانة ترسم. وهو مهندس يبنى العمارات وله ذوق فى اختيار الألوان. وهى تحب المهندسين وهو يحب الفنانات. وهى تحب نفس النوع من الطعام. ونفس ألوان الملابس ونفس العطر. كل شيء تماماً كما كان كل منهما يتصور. ويحلم به. لقد خلقهما الله ليكونا حبيبين وزوجين وسعيدين.
ونرى القصص والأفلام تعكس الأوضاع أحياناً، لتكون العلاقات أعنف وأقوى، فنرى مثلاً أن الفيلم يبدأ بأن يصور لنا الحب على أنه علاقة قد بدأت أول الأمر بشيء من الكراهية الحادة بين اثنين لم يكن أحدهما يعرف الآخر. فنجد اثنين يتلاقيان بمحض المصادفة وتكون النتيجة أنهما لا يطيقان النظر بعضهما إلى بعض. ولكن لا يكاد الشاب يذهب إلى البيت حتى يفكر فى هذا الأمر، وكذلك الفتاة. فيقول هو لنفسه: ولكن لماذا أكرهها، مع أننى لا أعرف عنها شيئاً، ولم أرها قبل ذلك. ولم تكلمنى. ثم إنها جميلة وذوقها جميل وصوتها جميل وهى تتكلم كلاماً معتدلاً. ولكن لماذا أكرهها. شيء غريب. ثم لماذا أفكر فيها دائماً هكذا كأننى أحبها. إننى لا أستطيع أن أكف عن التفكير فيها.
كل إنسان يبحث عن الحب. الطفل يبحث عن الحنان والمراهق يبحث عن الزمالة والبالغ يبحث عن الزوجة والعجوز يبحث عن الممرضة. وكلها أنواع من الحب ولا يمكن الاستغناء عن الحب أبداً، ولكن الإنسان، قد يعيش طويلاً وعريضاً ولكنه لا يعرف بالضبط ما هو هذا الحب الذى يشعر به نحو فتاة. إنه يحس بحرارة تملأ نفسه وتفيض على الناس حوله، ويحس بشيء من "الأكلان" فى قلبه، فيعلن بين نفسه وبين الناس أن هذا هو الحب. وقد حدث أن ذهبت سيدة جميلة إلى طبيب نفسى معروف. وجعلت تشكو من متاعب زوجها وأنها لم تعد تتحمل هذا الزوج وأنها لابد من أن تنفصل عنه.
وسألها الطبيب: هل تحبين زوجك؟
قالت: طبعا أحبه. فسألها: ولكن أى نوع من الحب؟ ودهشت السيدة جداً ثم قالت: أى نوع؟ إننى أحبه فقط. وهل هناك أكثر من نوع من الحب؟
والجواب هو: طبعاً هناك أكثر من نوع. ومعظمهم لا يعرفون أى نوع من الحب هذا الذى يشعرون به.
فالحب هو علاقة بين شاب وفتاة قائمة على التفاهم والحنان، لتحقيق الراحة والسرور. ولكى يحرص الإنسان على هذه الراحة فإنه يتعب ويضحى من أجل نفسه ومن أجل الفتاة التى يحبها.
وقد ترى رجلاً وسيماً مشهوراً ناجحاً تتمنى فتيات كثيرات أن يكن صديقات له أو زوجات له ولكنه يحب فتاة ليست جميلة وليست متعلمة ويتزوجها وترى الاثنين فى الطريق جنباً إلى جنب، ويرتفع صدرك وتقول فى نفسك: والله هذا الشاب أعمى ليس عنده نظر ولا عنده ذوق! وهكذا الحكم ظالم، وأنت تحكم على هذه العلاقة من الخارج فقط، وإذا ذهبت إليه وسألته عن سبب زواجه من هذه الفتاة لقال لك: إنها تعطينى شيئاً لا أجده عند أى امرأة أخرى: إننى أجد الراحة والسرور معها ولهذا تزوجتها.
والإنسان يظل على علاقة بإنسان آخر، ما دامت هذه العلاقة تعطيه "شيئاً"، وتظل هذه العلاقة قوية، ما دام هذا "الشيء" نادراً، لا يجده فى أى علاقة أخرى. ولكن لكى يكون حباً ناجحاً - وأرجو أن تقرأ كلامى بعناية - يجب أن تعرف أى نوع من الحب هذا الذى يشغل قلبك أو عقلك أو جسمك أو الناس حولك. فليس هناك نوع واحد وإنما أنواع، خمسة أنواع. هناك الحب "الرومانتيكي" أو الحب الخيالى أو الحب الذى تتحدث عنه القصص والأفلام، الحب الذى فيه خيال ولمعان. وكل شيء له معنى. اليوم الصافى له معنى، والسحب لها معنى، وزقزقة العصافير هى "بشرة خير". ذلك هو الذى تحدثنا عنه القصص والروايات. حب الشاطر حسن وست الحسن والجمال - وكلنا قد مررنا بهذه المرحلة فى حياتنا. والقصص تحدثنا عن الفتاة المسكينة التى أحبت شاباً غنياً، ولكنها لا تدرى ماذا تفعل. إنها تبكى ليلاً ونهاراً. وترى فى نومها أن الله قد بعث لها بأحد الملائكة، وأن هذا الملاك قد حملها على جناحيه وطار بها إلى بلاد بعيدة، وأنها ظلت تبكى طوال الطريق، ولم تخف من الموت لأن الموت يرحمها من عذاب الحياة، ومن فراق الحبيب. واستسلمت ونامت على جناح الملاك الرحيم وهبط بها فى جزيرة، وهناك فى الجزيرة وجدت الفتى الغنى على حصان أبيض. فلم تكد تراه حتى صحت من النوم ودموعها على خديها!
والحب الرومانتيكى هو الحب من أول نظرة، ومن أول كلمة. والقصص تقول لنا: إنه لم يكد يراها ويملأ عينيه من عينيها حتى أحس بأنها سهام نفذت إلى قلبه. وأن قلبه انشق إلى ضلفتين، ومن هاتين الضلفتين ظهر بلبل صغير يقول: أحبك. أحبك. ثم دخل البلبل وأغلق نافذة القلب وراءه ونام البلبل وأخذ القلب يدق، ولكن صاحب القلب لم ينم!
إنه هكذا من أول نظرة! والحب الرومانتيكى أو الخيالى هو الذى يجسم العقبات والعقد المخيفة فى العلاقة بين شاب وشابة. فهو دائماً يحدثنا عن الفتاة الغنية التى أحبها خادمها. وهى مسلمة وهو مسيحى وكيف أن أباها قد علم بهذا الحب العنيف فطرد الخادم من البيت. ومرضت الفتاة وراحت تبعث له بالمال وبالملابس ولكنه كان يرفض. وأخيراً قررت أن تهرب معه، غير أنها الابنة الوحيدة لأبيها. ويوافق الأب على أن تتزوج ابنته هذا الخادم. إنه تحول إلى الإسلام، وفى آخر لحظة يموت الخادم. وبعد أيام تموت الفتاة ويتحطم الأب والأم.!
وفى الحب الرومانتيكى تعتقد الفتاة والفتى أنهما خلقا بعضهما لبعض. وأنها لا تصلح لأحد سواه. وأنه لا يصلح لواحدة غيرها. كل شيء فى كل منهما قد خلقه الله لينعم به الآخر. إن صوتها جميل ناعم. وقد خلقه الله لأذنه. وهو أبيض اللون طويل القامة. وهى تحب هذا النوع من الرجال. إنها فنانة ترسم. وهو مهندس يبنى العمارات وله ذوق فى اختيار الألوان. وهى تحب المهندسين وهو يحب الفنانات. وهى تحب نفس النوع من الطعام. ونفس ألوان الملابس ونفس العطر. كل شيء تماماً كما كان كل منهما يتصور. ويحلم به. لقد خلقهما الله ليكونا حبيبين وزوجين وسعيدين.
ونرى القصص والأفلام تعكس الأوضاع أحياناً، لتكون العلاقات أعنف وأقوى، فنرى مثلاً أن الفيلم يبدأ بأن يصور لنا الحب على أنه علاقة قد بدأت أول الأمر بشيء من الكراهية الحادة بين اثنين لم يكن أحدهما يعرف الآخر. فنجد اثنين يتلاقيان بمحض المصادفة وتكون النتيجة أنهما لا يطيقان النظر بعضهما إلى بعض. ولكن لا يكاد الشاب يذهب إلى البيت حتى يفكر فى هذا الأمر، وكذلك الفتاة. فيقول هو لنفسه: ولكن لماذا أكرهها، مع أننى لا أعرف عنها شيئاً، ولم أرها قبل ذلك. ولم تكلمنى. ثم إنها جميلة وذوقها جميل وصوتها جميل وهى تتكلم كلاماً معتدلاً. ولكن لماذا أكرهها. شيء غريب. ثم لماذا أفكر فيها دائماً هكذا كأننى أحبها. إننى لا أستطيع أن أكف عن التفكير فيها.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق