الزواج فن الحياة والأصح أن تقول إن الزواج هو فن «الحياة معاً». إنه فن التعايش أو «العيشة معاً»
هذا الكلام الذى أقوله هو نتيجة دراسة طويلة وتجارب عديدة ونظرة إلى وجوه الناس وإلى أصابعهم وإلى حياتهم من ثقب الباب ومن الباب. وأنا أتحدى الناس البائسين من السعادة وأتحدى المتشائمين، والذين ينظرون إلى الزواج على أنه حكم بالإعدام على آمال وأحلام وراحة الناس جميعاً فى كل مكان.
فأنا أقول معهم إن الزواج رحلة طويلة، ولكن هذه الرحلة ليست معروفة البداية ولا النهاية. إنها رحلة فيها حركة وفيها انتقال ولكن أحداً لا يستطيع أن يعرف أبداً المفاجآت التى تكمن فى القطار وعلى الأرصفة وفى النوافذ. فقد يفتح الإنسان نافذة فيدخل الهواء وقد يدخل التراب. والنافذة التى على اليمين غير النافذة التى تطل على اليسار. ونافذة الدرجة الأولى غير نافذة الدرجة الثالثة. فلا العربات متشابهة ولا النوافذ متشابهة، ولا الهواء ولا الشمس ولا التراب ولا البرد واحد بالنسبة لكل راكب ولا بالنسبة لكل قطار.إن الزواج رحلة. وفيها مغامرة. ولكن هناك أشياء كثيرة تتعلمها «فى» الزواج. فنحن لا نعرف فى الحياة الزوجية كل شىء، ولا يمكن أن يعرف إنسان كل شىء عن الزواج إلا إذا تزوج. والذى نسمعه عن حياة الآخرين، ونراه فى حياة الآخرين ليس مقياساً. فليس الأزواج متشابهين كقوالب الطوب وليست الزوجات متشابهات تماماً. فكل زوج يختلف عن الآخر. وكل زوجة تختلف عن الزوجة الأخرى وأنت إذا سرت مع صديق لك فى الشارع، فلا يمكن أن تتفق معه فى طريقة المشى ولا فى اتساع الخطوة. فما بالك بطريقته فى التفكير أو فى الحياة أو فى آماله أو فى مخاوفه أو فى شجاعته أو فى إحساسه بالمسئولية.. بالنسبة للمرأة.
وهدف الحياة الزوجية هو: أن يكون هناك تعاون سعيد مدى الحياة. والتعاون يجب أن يقوم على أساس أن يفهم الرجل معنى الحياة الزوجية وأن يستعد لها. وأن يؤمن بأنه مختلف عن زوجته. وأن هذا الاختلاف فى الذوق وفى التفكير وفى النظرة إلى الحياة وإلى المستقبل، طبيعى جداً، وأن المسئولية الملقاة على عاتقه هى أن يجعل الاختلاف بينهما كخيطين متعانقين أو نغمتين منسجمتين. هناك خلاف إذن. ولكن هذا الخلاف طبيعى جداً.
فالزواج فن الحياة والأصح أن تقول إن الزواج هو فن «الحياة معاً». إنه فن التعايش أو «العيشة معاً». ويجب أن نعلم أن أعظم دروس الحياة هى التى نتعلمها ببطء. والزواج هو أعظم دروس وتجارب العلاقة بين رجل وامرأة. ولذلك فالزواج يجب أن نتعلمه يوماً بعد يوم.
والناس أمام الزواج الفاشل ثلاثة أنواع: الرجل الذى ينظر إلى الزواج نظرة جنسية. وهو لا يرى فى المرأة إلا جسماً فقط. ومثل هذا النوع من الزواج لا ينجح. لأن هذا الرجل ستشغله عن زوجته أى امرأة أخرى. والرجال هم أكثر من النساء تفكيراً فى الجنس. والنساء يشعرن بالأمومة، أكثر مما يشعرن بالرغبة الجنسية.
والنوع الثانى هو المثالى الذى يحلم بأن الحياة ورود ورياحين وعطور وضياء. وأن الحياة الزوجية ستكون سعادة دائمة وقبلات أولها غروب الشمس وآخرها مطلع الفجر. وأن الحياة الزوجية ليس فيها تعب ولا ملل ولا مرض ولا أولاد. وهذا النوع الحالم من الشبان والشابات لا ينجحون فى زواجهن أبداً. ومهمة الآباء هى أن يفتحوا عيون أولادهم وأن يوقظوهم وأن يدقوا رؤوسهم بالحوائط الحجرية. وأن يضعوا الشوك فى أيديهم. ليعرفوا أن الحياة كلها فيها الشوك والورد، وفيها التراب وفيها الذهب. وفيها الصحة والمرض.
والنوع الثالث من الأزواج هو ذلك القلق الذى استمع إلى آراء الناس وإلى قصصهم عن الفشل وعن خيبة الأمل وعن الطلاق وعن الخيانة الزوجية وعن الرجل الذى كان لا يكف عن الضحك قبل الزواج، فلما تزوج عرف الحزن والمرارة والإفلاس. ثم أقام آخر الأمر تمثالاً لحماته وانتحر أمامه، وجعل من نفسه درساً دامياً لكل من يفكر فى الزواج. وهذا النوع من الناس إذا أقبل على الزواج فهو مؤمن أولاً بأن الزواج فاشل وأنه لا أمل فى إصلاحه. فهو كمن يسأل الواقفين على باب السينما عن رأيهم فى فيلم من الأفلام فيقولون له: إنه سخيف. فيدخل السينما ويغمض عينيه، ويحاول أن يشغل المتفرجين عن الرؤية.
ولكن من هى الشابة أو الشاب الذى يصلح للزواج؟ كل شاب بالغ أو شابة بالغة تصلح للزواج. وتصلح لأن تنفخ بطنها، وتجيء بطفل كل تسعة أشهر. ولكن هل كل شاب يصلح للزواج؟ هل الصلاحية للزواج هى مجرد البلوغ جسمياً أو حسياً؟ أبداً. وتستطيع أن تكررها ألف مرة، وليست هذه حماسة أدبية ولا مظاهرة سياسية، ولكنها حقيقة عالمية تقال بصوت هامس وفى درجة حرارة عادية. فالذى يصلح للزواج يجب أن يكون «ناضجاً» «عاطفياً» يجب أن يكون لديه الاستعداد «العاطفي» للزواج وأساس هذا النضوج العاطفى هو: الاحتمال والتسامح والعطف.
هذا الكلام الذى أقوله هو نتيجة دراسة طويلة وتجارب عديدة ونظرة إلى وجوه الناس وإلى أصابعهم وإلى حياتهم من ثقب الباب ومن الباب. وأنا أتحدى الناس البائسين من السعادة وأتحدى المتشائمين، والذين ينظرون إلى الزواج على أنه حكم بالإعدام على آمال وأحلام وراحة الناس جميعاً فى كل مكان.
فأنا أقول معهم إن الزواج رحلة طويلة، ولكن هذه الرحلة ليست معروفة البداية ولا النهاية. إنها رحلة فيها حركة وفيها انتقال ولكن أحداً لا يستطيع أن يعرف أبداً المفاجآت التى تكمن فى القطار وعلى الأرصفة وفى النوافذ. فقد يفتح الإنسان نافذة فيدخل الهواء وقد يدخل التراب. والنافذة التى على اليمين غير النافذة التى تطل على اليسار. ونافذة الدرجة الأولى غير نافذة الدرجة الثالثة. فلا العربات متشابهة ولا النوافذ متشابهة، ولا الهواء ولا الشمس ولا التراب ولا البرد واحد بالنسبة لكل راكب ولا بالنسبة لكل قطار.إن الزواج رحلة. وفيها مغامرة. ولكن هناك أشياء كثيرة تتعلمها «فى» الزواج. فنحن لا نعرف فى الحياة الزوجية كل شىء، ولا يمكن أن يعرف إنسان كل شىء عن الزواج إلا إذا تزوج. والذى نسمعه عن حياة الآخرين، ونراه فى حياة الآخرين ليس مقياساً. فليس الأزواج متشابهين كقوالب الطوب وليست الزوجات متشابهات تماماً. فكل زوج يختلف عن الآخر. وكل زوجة تختلف عن الزوجة الأخرى وأنت إذا سرت مع صديق لك فى الشارع، فلا يمكن أن تتفق معه فى طريقة المشى ولا فى اتساع الخطوة. فما بالك بطريقته فى التفكير أو فى الحياة أو فى آماله أو فى مخاوفه أو فى شجاعته أو فى إحساسه بالمسئولية.. بالنسبة للمرأة.
وهدف الحياة الزوجية هو: أن يكون هناك تعاون سعيد مدى الحياة. والتعاون يجب أن يقوم على أساس أن يفهم الرجل معنى الحياة الزوجية وأن يستعد لها. وأن يؤمن بأنه مختلف عن زوجته. وأن هذا الاختلاف فى الذوق وفى التفكير وفى النظرة إلى الحياة وإلى المستقبل، طبيعى جداً، وأن المسئولية الملقاة على عاتقه هى أن يجعل الاختلاف بينهما كخيطين متعانقين أو نغمتين منسجمتين. هناك خلاف إذن. ولكن هذا الخلاف طبيعى جداً.
فالزواج فن الحياة والأصح أن تقول إن الزواج هو فن «الحياة معاً». إنه فن التعايش أو «العيشة معاً». ويجب أن نعلم أن أعظم دروس الحياة هى التى نتعلمها ببطء. والزواج هو أعظم دروس وتجارب العلاقة بين رجل وامرأة. ولذلك فالزواج يجب أن نتعلمه يوماً بعد يوم.
والناس أمام الزواج الفاشل ثلاثة أنواع: الرجل الذى ينظر إلى الزواج نظرة جنسية. وهو لا يرى فى المرأة إلا جسماً فقط. ومثل هذا النوع من الزواج لا ينجح. لأن هذا الرجل ستشغله عن زوجته أى امرأة أخرى. والرجال هم أكثر من النساء تفكيراً فى الجنس. والنساء يشعرن بالأمومة، أكثر مما يشعرن بالرغبة الجنسية.
والنوع الثانى هو المثالى الذى يحلم بأن الحياة ورود ورياحين وعطور وضياء. وأن الحياة الزوجية ستكون سعادة دائمة وقبلات أولها غروب الشمس وآخرها مطلع الفجر. وأن الحياة الزوجية ليس فيها تعب ولا ملل ولا مرض ولا أولاد. وهذا النوع الحالم من الشبان والشابات لا ينجحون فى زواجهن أبداً. ومهمة الآباء هى أن يفتحوا عيون أولادهم وأن يوقظوهم وأن يدقوا رؤوسهم بالحوائط الحجرية. وأن يضعوا الشوك فى أيديهم. ليعرفوا أن الحياة كلها فيها الشوك والورد، وفيها التراب وفيها الذهب. وفيها الصحة والمرض.
والنوع الثالث من الأزواج هو ذلك القلق الذى استمع إلى آراء الناس وإلى قصصهم عن الفشل وعن خيبة الأمل وعن الطلاق وعن الخيانة الزوجية وعن الرجل الذى كان لا يكف عن الضحك قبل الزواج، فلما تزوج عرف الحزن والمرارة والإفلاس. ثم أقام آخر الأمر تمثالاً لحماته وانتحر أمامه، وجعل من نفسه درساً دامياً لكل من يفكر فى الزواج. وهذا النوع من الناس إذا أقبل على الزواج فهو مؤمن أولاً بأن الزواج فاشل وأنه لا أمل فى إصلاحه. فهو كمن يسأل الواقفين على باب السينما عن رأيهم فى فيلم من الأفلام فيقولون له: إنه سخيف. فيدخل السينما ويغمض عينيه، ويحاول أن يشغل المتفرجين عن الرؤية.
ولكن من هى الشابة أو الشاب الذى يصلح للزواج؟ كل شاب بالغ أو شابة بالغة تصلح للزواج. وتصلح لأن تنفخ بطنها، وتجيء بطفل كل تسعة أشهر. ولكن هل كل شاب يصلح للزواج؟ هل الصلاحية للزواج هى مجرد البلوغ جسمياً أو حسياً؟ أبداً. وتستطيع أن تكررها ألف مرة، وليست هذه حماسة أدبية ولا مظاهرة سياسية، ولكنها حقيقة عالمية تقال بصوت هامس وفى درجة حرارة عادية. فالذى يصلح للزواج يجب أن يكون «ناضجاً» «عاطفياً» يجب أن يكون لديه الاستعداد «العاطفي» للزواج وأساس هذا النضوج العاطفى هو: الاحتمال والتسامح والعطف.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق