في مارس 2002، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) اثنين من الأقمار الصناعية أُطلق عليهما اسم “Grace” وهي أقمار مخصصة لدراسة الجاذبية والتغيرات المناخية. من خلال الإشارات الارتدادية بين الأقمار الصناعية والأرض، تقيس الأقمار الصناعية مجال الجاذبية في نقاط مختلفة على الأرض، والتي يمكن أن تكون متفاوتة.
يجري هذا بالتعاون مع المركز الألماني لعمليات الفضاء، ومختبر الدفع النفاث في كاليفورنيا، وجامعة تكساس في مركز أوستن لأبحاث الفضاء.
إلى جانب دراسة مجال الجاذبية الأرضية للحصول على معلومات علمية خالصة، أثبتت الأقمار الصناعية “Grace” أنها لا تقدر بثمن في قياس العديد من موارد الأرض، لا سيما المياه العذبة.
بامكان “Grace” على سبيل المثال، المساعدة على التنبؤ بالفيضانات الكبيرة، مثل فيضانات نهر ميسوري عام 2011، قبل حدوثها بثلاث سنوات في وقت مبكر، بحيث يمكنها تحديد تشبع الأرض بالماء وبالتالي استعدادها للفيضان.
في الأسابيع الأخيرة، أنجزت “Grace” دراسة 37 من أكبر طبقات المياه الجوفية في العالم، ووجدت أن أكثر من ثلثها يجري استخدامها بمعدلات غير مستدامة، وستنضب بمعدلات أسرع بكثير.
يمكن للأقمار قياس التغيرات الطفيفة في مجال الجاذبية في أي نقطة على سطح الأرض. عندما يتناقص الماء في طبقة المياه الجوفية، يقل مقدار الجاذبية في هذه المنطقة أيضًا.
ووجدت الأقمار الصناعية أن 13 من أصل 37 من طبقات المياه الجوفية، من كاليفورنيا إلى الشرق الأوسط إلى الصين، ستنضب منها المياه قريبًا، ويعزى ذلك إلى انهيار طبقة المياه الجوفية بها، كما أنها لم تعد تحتفظ بتدفقات المياه.
الكسندرا ريتشي، المؤلف الرئيسي في الدراسة، التي نشرت في مجلة أبحاث الموارد المائية، عبرت عن قلقها بشأن ما سيحدث عندما تنفد إمدادات المياه في المناطق التي تشهد توترات اجتماعية وسياسية، مثل الشرق الأوسط.
واستخدمت الأقمار الصناعية Grace مؤخرًا لحساب كمية المياه التي تحتاجها كاليفورنيا للتعافي من موجة الجفاف. أظهرت الأقمار الصناعية أن الولاية تحتاج 11 تريليون جالون من المياه تسقط على شكل أمطار أو ثلوج حتى تتعافى، وهو ما يوازي 50٪ من أكبر مستودع للمياه في الولايات المتحدة.
وعلاوة على ذلك، أظهرت الأقمار الصناعية أن العجز في ولاية كاليفورنيا يتزايد بشكل كبير.
المصدر : sasapost.com مترجم من The world is running out of water
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق